جمعية محاربة السيدا فرع العيون تنظم حملة تحسيسية بالسجن المحلي بالعيون
في إطار الجهود المستمرة للحد من انتشار فيروس المناعة المكتسب ” السيدا ” وتوفير الرعاية الصحية للسجناء، نظمت جمعية محاربة السيدا فرع العيون حملة تحسيسية للكشف السري والمجاني عن فيروس السيدا في السجن المحلي بالعيون. وقد لاقت هذه المبادرة نجاحًا كبيرًا، حيث تم تحقيق العديد من الأهداف الصحية والاجتماعية الهامة.
فيما استهدفت الحملة، التي جرت في جو من التعاون المثمر بين جمعية محاربة السيدا وإدارة السجن المحلي بالعيون، تعزيز الوعي حول فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) في صفوف السجناء. كما تم إجراء فحوصات طبية مجانية للكشف المبكر عن الفيروس، بهدف تحسين صحة السجناء ومنع انتشار المرض في بيئة السجن.
الجمعية قدمت محاضرات توعوية للسجناء حول فيروس السيدا، و طرق انتقاله، وأهمية الوقاية منه. كما تم التطرق إلى جوانب طبية ونفسية مهمة، مثل كيفية تجنب الممارسات التي تزيد من خطر الإصابة بالفيروس، بالإضافة إلى أهمية الفحص المبكر للحصول على علاج فعال. وقد قدم الخبراء في الجمعية توجيهات حول كيفية تقبل المرضى للإصابة بفيروس السيدا، مشددين على أهمية الدعم النفسي والاجتماعي للأفراد المصابين.
وفي تصريح صحفي، أكد صالح داهي، رئيس جمعية محاربة السيدا فرع العيون، على أهمية مثل هذه المبادرات في السجون والمراكز الإصلاحية، مشيرًا إلى أن تعزيز الوعي الصحي وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للسجناء لا يقل أهمية عن مكافحة الفيروس نفسه. وأضاف: “نعمل جاهدين من أجل تحفيز جميع المعنيين على تبني سلوكيات صحية ووقائية داخل السجون، ونحن مستمرون في تنفيذ حملات مشابهة في مختلف السجون المغربية.”
كما أشار داهي إلى أن نجاح الحملة يعود إلى التعاون المثمر بين جمعية محاربة السيدا وإدارة السجن المحلي بالعيون، حيث تم توفير الظروف الملائمة لإنجاح هذا الحدث، بما في ذلك تخصيص الأماكن اللازمة لتنظيم الأنشطة التوعوية. وأضاف أن الحملة تعد خطوة هامة نحو تعزيز حقوق السجناء في الحصول على رعاية صحية متكاملة، ورفع مستوى الوعي داخل السجون حول فيروس السيدا.
من جانبه، أكد مدير السجن المحلي بالعيون أن هذه الحملة تعتبر خطوة مهمة في إطار استراتيجية الإدارة العامة الرامية إلى تحسين ظروف احتجاز السجناء، والحرص على توفير الرعاية الصحية لهم بشكل متكامل. وأوضح أن السجون، كونها بيئات مغلقة، تعد من بين الأماكن التي قد تكون عرضة لانتشار بعض الأمراض، ومن بينها فيروس نقص المناعة البشرية (HIV). وأضاف: “إن التوعية والتثقيف حول طرق انتقال الفيروس وسبل الوقاية منه تعد أولوية بالنسبة لنا.”
وتابع المدير قائلاً: “من خلال هذه الحملة، التي شهدت تجاوبًا كبيرًا من قبل السجناء، تمكنا من توعية عدد كبير من المستفيدين حول فيروس السيدا، كما تم إجراء فحوصات طبية مجانية للكشف المبكر عن الفيروس. هذه المبادرة تتماشى مع حرصنا على ضمان صحة السجناء من خلال اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة وتقديم العلاجات الضرورية.”
وأشاد المدير بالتعاون المثمر مع جمعية محاربة السيدا، مشيرًا إلى أن الحملة تعكس النموذج الناجح للشراكة بين الجهات الرسمية والجمعيات المدنية من أجل تعزيز الصحة العامة داخل السجون. كما أشاد بتفاعل السجناء وإقبالهم على هذه الحملة، وهو ما يعكس مدى استعدادهم للمشاركة في أنشطة تعود عليهم بالنفع الصحي والنفسي.
تعد هذه الحملة نموذجًا ملموسًا للتضامن المجتمعي والجهود المشتركة بين المؤسسات الصحية والإصلاحية لمكافحة فيروس السيدا داخل السجون. لقد أثبتت الحملة نجاحًا كبيرًا في توعية السجناء حول فيروس السيدا وطرق الوقاية منه، بالإضافة إلى توفير فحوصات طبية للكشف المبكر عن الفيروس. كما ساهمت في تغيير التصورات الاجتماعية المرتبطة بالمرض، مما يساعد في تخفيف الوصمة التي قد يتعرض لها المصابون.
إن استمرار مثل هذه الحملات يسهم في تعزيز ثقافة الوقاية ويحقق الهدف الأكبر، وهو توفير بيئة صحية وآمنة لجميع أفراد المجتمع، سواء داخل السجون أو خارجها. ومن خلال هذه المبادرات، نواصل العمل على تحسين الحياة الصحية والنفسية للسجناء، مما يسهم في إعدادهم بشكل أفضل للعودة إلى المجتمع والمساهمة في بنائه بشكل إيجابي.
التعليقات مغلقة.