الاستاذ يوسف ايت الحو بنظرات في فقه الأسرة(01) مستويات الاستقرار الأسري
حديث الناس في كثير من المنتديات والندوات العلمية يدور حول الأسرة: الواقع المخيف والمستقبل الغامض والماضي المتجاوز..و بدا الكل يدلي بدلوه في الموضوع حاملا معه ارثا معينا أو تاثيرا دخيلا .
لكن القاسم المشترك بين مزاعم الجميع هو الحفاظ على الأسرة وضمان استقرارها في ظل التقلبات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية … التي تؤثر على الأسرة ، وهنا برزت لنا ثلاثة مستويات من مظاهر الاستقرار أو قل ثلاثة اتجاهات أو دعوات أو مرتكزات أو قواعد وضمانات للاستقرار الأسري. وهي :
اولا : التوازن الأسري: هناك من يرى ان استقرار الأسرة لا يمكن أن يكون الا بتحقيق توازن بين طرفي العلاقة الزوجية في الأسرة وهما الزوجان، وعليه ظهرت دعوات من أجل تحقيق المساواة والتوازن بين كفتي الأسرة . وكل شيء يجب أن يخضع للميزان : الحقوق والواجبات بشكل متوازن .
وبالتالي تكون المحاسبة بين الزوجين حاضرة وبقوة . وهذا حسبما يظهر يأتي في المرتبة الأولى ترقيا ، ثانيا : الانسجام الأسري: ويقصد به التقارب او الانسجام بين الزوجين على مستوى التفكير والتخطيط للاسرة واولوياتها ومستقبلها ، وطريقة تربية وتعليم الأولاد . مع مساهمة الجميع ماديا خاصة في حالة عمل المرأة.. و الانسجام لا ياتي من فراغ بل بعد مرور مدة على الزواج ويكشف كل طرف الطرف الآخر فيكون بينهما نوع من التوافق في التفكير والتفاهم والتعاون لكن بنوع من المحاسبة. وهذا المستوى يأتي في الرتبة الثانية ، و هو أكثر ترقيا وضمانا للاستقرار من سابقه.
ثالثا: التماسك الأسري: ويعني انصهار البعض في البعض وتجاوز المحاسبة بينهما بل وبينهما التسابق الى فعل الخيرات لصالح الأسرة..فتجد الواحد من الزوجين يضحي من اجل اسرته بكل ما يملك ماديا ومعنويا بدون ملل ولا كلل محتسبا لله .. وهذا المستوى يحكمه الضابط السلوكي والاخلاقي والضمير قبل القانون .. وهو أعلى المستويات التي نطمح إليها لأسرنا…
– مجرد رأي يحتمل ويحتمل- تحياتي .
التعليقات مغلقة.