محكمة الإستئناف بخمس سنوات سجنا لشقيقتين إستغلتا إبنتيهما في التسول

أصدرت غرفة الجنايات الاستئنافية بالرباط، بحر الأسبوع الماضي، قرارها في ملف الشقيقتين المتابعتين في حالة اعتقال بتهمة الاتجار في البشر، بعد استغلال ابنتيهما القاصرتين في التسول وسط أحياء راقية بالعاصمة الرباط.

 

وأوردت يومية «الأخبار»، في عددها ليوم الخميس 20 يونيو 2024، أن الهيئة القضائية بالغرفة المذكورة أيدت الحكم الابتدائي الذي كان قد صدر عن نفس المحكمة شهر فبراير الماضي، وهو خمس سنوات سجنا نافذا لكل واحدة ، وأداء غرامة مالية مجموعها 40 مليون سنتيم.

 

وأضافت الجريدة أن قاضي التحقيق تابع الشقيقتين في حالة اعتقال بسجن العرجات بتهمة الاتجار في البشر واستغلال قاصر يقل عمرها عن 18 سنة في التسول، حيث أدينتا ابتدائيا بعقوبة سجنية، وبلغت في مجموعها 10 سنوات سجنا نافذا و40 مليون سنتيم غرامة مالية وزعتها الهيئة بالتساوي على المتهمين، فيما تتواصل رعاية طفلتيهما القاصرتين بإحدى المؤسسات الاجتماعية بالدار البيضاء، وهو الإجراء الذي كانت اتخذته النيابة العامة فور اعتقال والدتيهما الشقيقتين.

 

وأكد المصدر ذاته أن أطوار هذه القضية تعود إلى صيف السنة الماضية، عندما ظهر فيديو مثير على منصة «تيك توك» تظهر فيه طفلة في نقاش مع مواطن خليجي تعمد توثيق كل تفاصيله، قبل إشهاره، حيث استدرج الطفلة إلى التلفظ بعبارات مسيئة لرموز الدولة مقابل منحها مبلغا ماليا، قبل أن يشهر التسجيل على موقع «تيك توك» ويسحبه لاحقا.

 

فيما تدخلت المصالح الأمنية المختصة بولاية أمن الرباط على الخط بشكل استباقي، حيث فتحت تحقيقا بتنسيق مع النيابة العامة، أسفر عن تحديد هوية الطفلة التي ظهرت بالفيديو لتتسلسل الأحداث بإيقاف ابنة خالتها وهي قاصر أيضا تكبرها بسنة واحدة، كانت ترافقها في مجال التسول، قبل أن يتم توقيف والدتيهما الشقيقتين المنحدرتين من مدينة سلا، وهما من مواليد التسعينات، تضيف الصحيفة.

 

وكشفت التحريات المنجزة مع القاصرتين تطورات مثيرة بعد اعترافهما بأسباب تعاطيهما للتسول، وبسطت الطفلة المعنية بالتسجيل كل التفاصيل المرتبطة به ودور والدتها في هذه الفضيحة.

 

ووضعت التحريات المنجزة والدتي الطفلتين في قفص الاتهام باستدراجهما للتسول أمام المحلات والمراكز التجارية الكبرى بحي الرياض وأهم الشوارع بالأحياء الراقية بالسويسي التي يتردد عليها الأعيان والأثرياء الخليجيون على وجه التحديد ما جعلهما تواجهان تهمة الاتجار في البشر في حق قاصر يقل عمرها عن 18 سنة، حيث كان يتم نقلهما واستدراجهما بغرض الاستغلال في التسول من طرف أحد الأصول.

 

وكشف مقطع الفيديو الذي استنفر كل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية بالعاصمة الرباط، أن الفتاة القاصر كانت تحدث المواطن الخليجي الذي قام بتصويرها بطلاقة واضحة، ما يدل على تملكها لملكة التواصل باللهجة الخليجية وضبط أسماء أمراء خليجيين، من خلال تمرسها واحترافها مجال التسول واستهداف هذه الفئة تحديدا من السياح والمقيمين بإيعاز من والدتها وخالتها التي قامت بجر ابنتها للتسول أيضا بشوارع ومتاجر وأحياء الرباط الراقية.

التعليقات مغلقة.